إن تجديد الثقافة، أية ثقافة، لا يمكن أن يتم إلا من داخلها بإعادة بنائها وممارسة الحداثة في معطياتها
وتاريخها
، والتماسِ وجوه من الفهم
والتأويل تسمح بربط الحاضر بالماضي في اتجاه المستقبل.
ما العمل إزاء
السلبيات والأخطار التي تطبع علاقتنا بالعولمة على صعيد الهوية الثقافية؟
تأمل عنوان النص
وحدد ولا لله .
هناك موقفان سهلان، وهما السائدان بالموقف الرفض المطلق وسلاحه الانغلاق الكلي وما يتبع ذلك 2 بين من خلال النص
.... وموقف القبول
التام للعولمة وما تمارسه من اختراق ثقافي واستتباع حضاري،
من ردود فعل سلبية
شعاره "الانفتاح على العصر" و"المراهنة على الحداثة "مم
شروط تجديد الثقافة.
من قدراته، وإنما تواجهها بعقل لا يرى صاحبه مخرجاً من المشاكل إلا بالهروب منها، إما إلى الوراء وإما
إلى الأمام، اجل سلاحه رؤية للعالم تقفز على الواقع.
لا مفر من تصنيف هذين الموقفين ضمن المواقف التي تواجه المشاكل، لا يعقل واثق بنفسه متمكن 3 يعرض الكاتب موقفين
إن الانغلاق موقف سلبيّ ، لأن فعله الموجه ضد الاختراق الثقافي لا ينال الاختراق ولا يفعل فيه أي
فعل، بل فعله موجه كله إلى الذات قصد تحصينها والتحصين إنما يكون مفيدا عندما يكون المتحاربان
من العولمة الثقافية
حدد الموقعين، وبين
على نسبة معقولة من تكافؤ القوى والقدرات. أما عندما يتعلق الأمر بظاهرة عالمية تدخل جميع البيوت رأي الكاتب فيهما
وتفعل فعلها بالإغراء والعدوى والحاجة، ويفرضها أصحابها فرضا بتخطيط واستراتيجية، فإن الانغلاق
، في
هذه الحالة ينقلب إلى موت بطيء ، قد تتخلله بطولات مدهشة ولكن صاحبه محكوم عليه بالإخفاق . بماذا تتميز لغة النص
ومثل الانغلاق الاغتراب. فأصحاب هذا الموقف يرون أنه لا فائدة
فى المقاومة ولا في الالتجاء
إلى التراث ، بل يجب الانخراط في العولمة من دون تردد ومن دون حدود، لأنها ظاهرة حضارية عالمية استدل على ذلك بثلاث
لا يمكن الوقوف ضدها ولا تحقيق التقدم خارجها. إن الأمر يتعلق بـ "قطار يجب أن نركبه وهو ماض في
طريقه بنا أو بدوننا. ولا يوضح أصحاب هذه الدعوى : أتُبرز هوياتنا عند ركوب القطار أم أننا سنركبه بدون عبارات من النص
هوية، بدون ورقة تعريف !؟
