أنشطة التطبيق :
ليس في الفنون ما هو أرفع من الموسيقى. فالشعر لا بد له من ألفاظ مغموس أكثرها في المبتذلات التي تنال من
روعته والصورة مهما عظمت محدودة الأشكال ولا تتحرك. أما الموسيقى فهي الفن الخالص الوحيد الذي يثير في
استمراره وإيقاعه وتموجاته أسمى متعة مجردة يعرفها العقل البشري. ولعل موسيقى ( يوهان سباستيان باخ) أفضل مثل
على ذلك.
إن موسيقى «باخ»
ضرب من النشوة المستمرة، لا يستطيع إنسان أن يعبث بها أو يفسدها. فإذا كان هناك ما قد
صنع للروح فهو هذه الموسيقى. بل هي أكثر من ذلك. فالناي والكمان والــبــيــانــو مـثـلا
(
في كونشرتو براندنبرغ الخامسة )
إذ تتحاور مع الأوركسترا، لا تخاطب الروح فحسب. إنها تخاطب كيان المرء
بأجمعه. إنها تخاطب ذكرياته وآلامه وأفراحه. إنها تخاطب شخصيته بكاملها. فلا عجب أن يقول «ولتر باتر» : ( إن
الفنون جميعها تطمح إلى الحالة الموسيقية )
.
جبرا إبراهيم جبرا : «
أَقْنِعَةُ الْحَقِيقَةِ وَأَقْبَعَةُ الْحَيَالِ»
المؤسسة العربية للدراسات والنشر . ط 1 . 1992. ص: 15-16
ساعدوني من فضلكم اريد نشاء حول المقارنة و الاستنتاج لهذا النص