المسخوط يضرب الأرض . الأرض التي يقتات منها يكيل لها الضربات بمعوله ، يحقرها فتتطاير من حوله الأتربة الوسخة . يستطيع أن يقف برجليه الحافيتين تستقر فوق عرقه ، عرقه الذي له رائحة شبيهة برائحة الأرض . الشمس تحرق عظامه العجاف ، وتحرقه الأرض فلا لن يكف عن الحفر حتى ولو طلبوا منه ذلك إشفاقا ، لا بد أن يظهر لهم بأنه جاد في عمله، وأنه إذا ما أعطى وعدا يقي به، وأنه لا يهمه شيء أكثر مما يهمه حفر الأرض ، هذه الأرض القاسية لا بد من ضربها علها تلين ، طها تفتح امامه کنز قارون رفاقه في العمل يسمونه " المسخوط " ، أظهروا له مرارا اهتمامهم به، ونصحوه بالا يحمل نفسه أكثر ما تطيق ، وأنه مهما جد في عمله لن يضيف إليه رب العمل أكثر من أجرته ، وأنه لن يكسب شيئا ما عدا " قلة الصحة " . سموه . صحته ولكنه لم يكن يسمع لنصحهم، بل لم يكن يسمح لنفسه حتى بالرد عليهم ، لأنه يعتبر الكلام وقت العمل إضاعة للوقت. " المسخوط " ومن يومها لم يقتربوا منه ، ولم يعملوا بجانبه ، وهذا ما جعله يعمل أكثر ، ويهتم بضرب الأرض ، وبضربها فقط . الضربات المتوالية لن تخمد غيظه ، هذه الضربات لو كانت فوق أصحاب رؤوس المال ، لما بقي منهم واحد ، ولكنها للأسف لا تتلقاها إلا أمنا الأرض .. خذي هذه أيضا .. وهذه ... وهذه .. وهو يعطيهم ". عرقه ، عظامه العجاف ، جديته من غير أن يتلقى قرشا واحدا فوق أجرته التي هي هي منذ عشرين سنة ، منذ أن كان ابنا إلى أن أصبح أبا ، والأرض هي الأرض لا تني ، لا تبخل ، كلما زادها ضربا زادتهم خصبا ، فنعم مصدر الخصب هي. خذي .. زديهم .. زديهم . التراب يتطاير من حوله ، المعول يرتفع إلى السماء ، يحجب عنه بين الفينة والأخرى الشمس، ويرطب شيئا من شدة الحر كمروحة في يد السيد . اتفق مع رب العمل على أن يحفر كل هذه المسافة التي تتطلب عمل يومين في يوم واحد ليسمح له بالخروج مبكرا ، فزوجته الآن في مخاض تتألم عله يرى - إذا ما هي وضعت - مولوده الجديد لم يقل له رب العمل : اذهب من الآن، فأنت لك عذر ، لم يضع يده في جيبه ويدفع له مقابل عمل الغد ، بل أداب ظهره له . فبئس التصرف ما قام به رب العمل . وأدرك هو أنه موافق ، وأن عليه أن يحفر المعول يرتفع لينزل في قوة على الأرض ، الصوت يغدو له ايقاع الأرض تحرق ، دارت به الدنيا ، ترنح ، لنفسه بأن يمسح العرق عن جبهته ، بل في هذه المرة لم يستطع تهالك على الأرض ، حمله اثنان من رفاق العمـ وأحدهما يقول للآخر : أغمي على المسكين .. ضربة شمس أخذها المسخوط. محمد إبراهيم بوعلو : مجموعة ( السلف ( القصصية . دار النشر المغربية، الدار البيضاء، الطبعة الثالثة : 1984 . من ص 103 إلى ص 106 ) يتصرف يسمح المجال الرئيس الأول : القراءة : ثمان نقط . .1 حدد نوعية النص والمجال الذي ينتمي إليه : أن .. - نوعية النص - مجال النص .2 الشرح بالمرادف أو الضد : أن . أ- ايت بمرادف الكلمة الآتية : بایت بضد الكلمة الآتية. 3 استخرج من النص الألفاظ والعبارات الدالة على بؤس البطل المسخوط ) : أن. أجرد من النص عناصر السرد الآتية : 2 ن . - إبراز أوصاف الشخصيات الآتية : ان . الشخصيات لمسخوط ( بطل القصة ) العمل . ابرز أوصافها