Réponse:
كرهت الضجيج و رائحة الاسفلت الذئب و دخان المصانع الوسخة و قرقعة الاقدام علي البلاطات الحجرية و منبه السيارات الذي يظل يدور و يدور في رقصة دائرية محمومة حقا لقد سئمت العيش سجينا للمدينة و للدراسة فقررت مدرستنا ان تاخذنا في رحلة عبر التاريخ الي ضريح محمد الخامس طيب الله ثراه فكنت من بين أول المشاركين.
قطعت لنا الحافلة احياء مختلفة و مضت لنا اجواء متباينة فكنت احس باختلاف الحياء و تباين الأجواء في ما يصل الي من أصوات الناس و حركاتهم. كان الجو سمحا طليقا و الاصوات لا تخلو من شدة و عنف لكن فيها ضرف و تألق. ها نحن الآن نلج ذلك المكان الموعود لتمر بذاكرتنا ايام الكفاح و معارك التحرير. فكنت احدق شاخصا بعيون الدجى شاعرا بعبق التاريخ مصغيا لشرح دليلنا. كان المكان رائع بديع ياخذ الألباب. دائري في القلب منها مسجد جامع بصومعته ذات الطابع الاسلامي الجميل. ابواب حديدية ذات مصرعين مزركشة بمسامير رؤوسها سوداء تتدلى منها حلق كالاخراس. ارضيته مبلطة بحجارة صغيرة مختلفة الاشكال و الاحجام. نتوغل فيه فتلفت انتباهك عدة اشياء تحبها، فهناك الممرات الحقيرة حقارة كلها جمال و رقة و لين تلك الممرات التي تتولى كما تتولى الحيات المذعورة الهائمة على وجهها و قد تجمدت تشاهد بها الاسلوب المعماري الايطالي بزخارفه البديعة و محسناته اللطيفة أما الجدران فقد كستها تصاوير من خزف قد أتى الدهر على الوانها علتها شبابيك من حديد تشهد ببراعة صانعها و رقي ذوقه و اخلاصه لفنه. حقا لقد كان المكان وثيقة معمارية ليست صامتة بل صائتة حية ضاجة بالحياة و الحركة مفعمة بالتاريخ. تدخله فتستحضر تاريخ كامل: قادة، علماء، مدرسين، ...
بعد أن أخذ منا التعب كل ماخذ عدنا ادراجنا حالمين بالعودة ثانية الى ذلك المكان الذي بقي راسخا في مخيلتي كصفائح من ذهب...
Explications:
لم اتوسع في وصف المكان جيدا لكن أظن هذا يفي بالغرض.
